• أسئلة وإجابات مايو كلينك: فوائد التأهيل الرئوي لداء الانسداد الرئوي المزمن وحالات الرئة المَرضية الأخرى

شاب مبتسم ممسك بوالده من الخلف في الشرفة الخارجية

السادة الأعزاء في مايو كلينك: والدي مصابٌ بداء الانسداد الرئوي المزمن منذ سنوات، إلا إنه أُدخِل إلى المستشفى بسبب تفاقم الأعراض المرتبطة بحالته. نصح مزود رعايته الصحية بضرورة بدء برنامج تأهيل رئوي. وهو متردد وغير متأكد بشأن ما يمكن توقعه. ما هي فوائد التأهيل الرئوي للمصابين بداء الانسداد الرئوي المزمن؟ هل توصون به للمصابين بحالات الرئة المَرضية الأخرى؟

الإجابة: التأهيل الرئوي هو برنامج خاضع للإشراف الطبي يتضمن تدريب جهدٍ منظمًا، إلى جانب التثقيف الصحي، وتعديل السلوك، والتوجيه الغذائي، وتعلُّم تقنيات التنفس للأشخاص المصابين بأمراض تنفسية مزمنة معينة أو مشاكل في الرئة بسبب حالات مَرضية أخرى. يسعى التأهيل الرئوي إلى تحسين الحالة الجسدية والنفسية للأشخاص المصابين بالأمراض التنفسية المزمنة، وتثقيفهم حول كيفية ترسيخ السلوكيات التي ستفيد صحتهم لسنوات قادمة والمداومة عليها.

التأهيل الرئوي مفيد للمصابين بداء الانسداد الرئوي المزمن، أو COPD. وثبت أنه يقلل من أعراض ضيق التنفس، ويحسِّن الوظيفة البدنية، ويعزز جودة الحياة عمومًا. كما أظهرت الأبحاث أن من يبدؤون التأهيل الرئوي في غضون ثلاثة أشهر من دخول المستشفى بسبب المشكلات المرتبطة بداء الانسداد الرئوي المزمن، يكونون أقل عرضة للوفاة بشكل ملحوظ بعد عام واحد، مقارنةً بمن يبدؤون التأهيل الرئوي في وقت لاحق، أو من لا يشتركون في إعادة التأهيل الرئوي أصلًا. ثمة المزيد من الأدلة على أن التأهيل الرئوي يحسِّن الأعراض، والقدرة على ممارسة الرياضة، وجودة الحياة لدى المصابين بحالات مثل: مرض الرئة الخلالي، والربو، وفرط ضغط الدم الرئوي، والتليف الكيسي، وكذلك لدى الأشخاص قبل وبعد جراحة علاج سرطان الرئة، أو تقليل حجم الرئة، أو زراعة الرئة.

يتم تقديم الرعاية المتعلقة بالتأهيل الرئوي على يد فريق من خبراء الرعاية الصحية ضمن مجموعة من المجالات والخلفيات التخصصية، ومنها: أطباء الرئة، والمعالجون التنفسيون، واختصاصيو فيزياء التمارين الرياضية. قد يشمل فريق التأهيل الرئوي أيضًا خبراء من التمريض، والطب الطبيعي وإعادة التأهيل، والتغذية، وعلم النفس، والطب النفسي، وطب النوم، حسب احتياجات الشخص.

عادةً ما يتم تقديم التأهيل الرئوي في عيادة خارجية أو في مركز تأهيل بمستشفى، والمُعتاد أن يتضمن جلسة إلى ثلاث جلسات خاضعة للإشراف في الأسبوع لمدة 6 إلى 10 أسابيع.

قبل البدء في التأهيل الرئوي للمرضى، سيقوم فريق الرعاية الصحية بما يلي:

  • قياس القدرة على ممارسة الرياضة، ووظيفة الرئة.
  • مراجعة التاريخ الطبي، والعلاجات الحالية.
  • السؤال عن المستويات الحالية للأنشطة البدنية، والصحة العقلية، والنظام الغذائي.
  • وضع أهداف محددة يجب تحقيقها بالنسبة لكل شخص خاضع للبرنامج.

باستخدام هذه المعلومات، يتم تصميم خطة رعاية متخصصة لتناسب احتياجات كل شخص على أكمل وجه.

على الرغم من أن التأهيل الرئوي يتم إجراؤه عادةً في عيادة أو مستشفى تحت إشراف طبي مباشر، فإن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن التأهيل الرئوي المنزلي، وخاصة التدريب على الجهد في المنزل، آمن وربما بنفس القدر من الفعالية. وربما يكون التأهيل المنزلي أكثر ملاءمةً للمشاركين. علاوة على ذلك، قد يكون التأهيل المنزلي بديلًا جيدًا لغير القادرين على الحضور بانتظام لمركز التأهيل بسبب عوامل كالتزامات العمل وقيود السفر. تعمل العديد من مراكز التأهيل الرئوي على إنشاء برامج منزلية.

كما أن التدريب على الجهد أمرٌ أساسيٌ للتأهيل الرئوي. غالبًا ما تستند خطة التدريب على الجهد الفردية، أو وصفة التمارين، إلى المعلومات المجموعة من اختبارات الجهد التي يتم إجراؤها قبل بدء البرنامج، ويتم وضع خطة مثل هذه لكل مشارك. التدريب على الجهد، يجمع بين التمارين الهوائية، مثل: المشي على جهاز المشي أو ركوب الدراجة؛ وتدريب القوة؛ وتمارين تحسين التوازن والمرونة، وهو مصمم لتحسين القوة وقدرة التحمل، وتقليل ضيق التنفس والتعب والإرهاق لدى المشاركين في التأهيل الرئوي. قد يوصي فريق التأهيل باستخدام الأدوية لفتح الممرات الهوائية قبل التمرين، أو تعليم الأشخاص كيفية ضبط العلاج المنتظم بالأكسجين خلال التمرين لزيادة الفوائد المكتسبة إلى أقصى حد. عندما يصير المشاركون في التأهيل الرئوي أكثر دراية ببرنامج التمرين، ويكونون أكثر ثقة عند أداء التمارين المنتظمة، يتم تشجيعهم على ممارسة الرياضة بشكل مستقل في المنزل أو في مكان آخر، مثل: مركز اللياقة البدنية، إلى جانب الجلسات الخاضعة للإشراف.

قد يتعلم المشاركون أيضًا تقنيات تنفس محددة مثل: التنفس الحجابي، أو تنفس الشفاه الممدودة، أو تنفس اليوجا. يمكن أن تساعد هذه الأساليب المصابين بأمراض الرئة على التحكم بشكل أفضل في تنفسهم، والتأقلم بشكل أفضل مع المواقف المثيرة للتوتر وتجنب الشعور بضيق النفس، خاصة خلال التمرين. في بعض الحالات، قد يقوم فريق التأهيل أيضًا بجعل المشارك يمارس تدريبًا بعينه لعضلات التنفس. هذا التدريب مصممٌ لزيادة قوة عضلات التنفس. وعند اقترانه مع التدريب على الجهد، فقد ثبت أنه يقلل من ضيق التنفس، ويحسن القدرة على ممارسة الرياضة، بالمقارنة مع التدريب على الجهد وحده لدى بعض المصابين بأمراض الجهاز التنفسي.

التثقيف والتوجيه المعنوي هما أيضًا جزءان أساسيان من التأهيل الرئوي. قد يتلقى المشاركون تثقيفًا حول كيفية تناول أدويتهم على نحوٍ أكثر فعالية، وكيفية إدارة مرضهم؛ وقد يتم وضع خطة للإقلاع عن التدخين، إن أمكن؛ ومناقشة كيفية تعديل المهام اليومية الروتينية لتقليل ضيق النفس أو تجنب انقطاع النفس. علاوة على ذلك، تقدم العديد من برامج التأهيل الرئوي دعمًا فرديًا أو ضمن مجموعة حول كيفية إدارة الاكتئاب والقلق بشكل أفضل وتخفيفهما، وكيفية تغيير النظام الغذائي وإعداد وجبات الطعام للحصول على فوائد صحية طويلة الأجل.

بشكل عام، المشاركة في التأهيل الرئوي عنصرٌ هامٌ في إدارة داء الانسداد الرئوي المزمن. إنني أشجعك على التحدث مع والدك ومزود رعايته الصحية حول قيمة التأهيل الرئوي. أعتقد أنه فعال في مساعدة المصابين بأمراض الرئة على إدارة أعراضهم بشكل أفضل، وتحسين لياقتهم وقدرتهم على أداء المهام اليومية الروتينية، وتعزيز صحتهم العامة وعافيتهم قدر الإمكان. — الدكتور بريان تايلور، المرض القلبي الوعائي، مايو كلينك، جاكسونفيل، فلوريدا

###

نبذة عن مايو كلينك

مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير التعاطف والخبرة لكل مَن يحتاج إلى الاستشفاء والرد على استفساراته. لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك، تفضَّل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية. للحصول على معلومات حول فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بما في ذلك أداة تتبع خريطة فيروس كورونا في مايو كلينك، التي لديها توقعات لمدة 14 يومًا حول توجهات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تفضل بزيارة مركز مايو كلينك لموارد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

جهة الاتصال الإعلامية:

سينثيا ويس، مسؤولة العلاقات العامة لدى مايو كلينك، newsbureau@mayo.edu

المقالات ذات الصلة