خبير من مايو كلينك يصرح بأن الوقت هو العامل الأهم لتحسن نتائج السكتة الدماغية
اليوم العالمي للسكتة الدماغية هو 29 تشرين الأول/أكتوبر
مدينة روتشستر، ولاية مينيسوتا. — كل ثانية مهمة عند الحديث عن السكتات الدماغية. حيث يشرح أحد خبراء مايو كلينك كيفية التعرف على مؤشرات السَّكتة الدماغية وكيفية التقليل من مخاطر حدوثها.
"نحن نقول دائمًا إن (الوقت من ذهب)، أي أنه كلما أسرعنا في استعادة تدفق الدم إلى الدماغ، صارت النتائج أفضل بالنسبة للمريض" - كما يقول جيمس ميسكيا، دكتور الطب، طبيب الأعصاب في مايو كلينك في فلوريدا.
على الرغم من التطور الطبي المُحرز على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية في علاج السكتات الدماغية والوقاية منها، فإن الإحصائيات العالمية تبين أن 1 من كل 4 أشخاص بالغين فوق 25 عامًا يُصاب بالسكتة الدماغية مرة في حياته. ومن المتوقع إصابة أكثر من 12 مليون شخص على مستوى العالم بأول سكتة دماغية لهم هذا العام، وسيموت 6.5 مليون شخص نتيجة لذلك، وفقًا لما ذكرته المنظمة العالمية للسكتة الدماغية. في الولايات المتحدة، تحتل السكتات الدماغية المرتبة الخامسة في أسباب الوفاة وهي سبب رئيسي لحدوث إعاقة، وفقًا لجمعية السكتات الدماغية الأمريكية.
أنواع السكتات الدماغية
تعود السكتة الدماغية إلى سببين رئيسيين. فتحدث السكتة الدماغية الإقفارية - الأكثر شيوعًا - عند انسداد أحد الأوعية الدموية التي تنقل الدم إلى الدماغ. وتمثل السكتة الدماغية الإقفارية نسبة 87% من السكتات الدماغية. أما نسبة 13% المتبقية فبسبب حدوث تسريب أو تمزق في الأوعية الدموية في الدماغ. والمعروفة باسم السكتات الدماغية النزفية.
تقول كيلي فليمنج، دكتورة الطب، طبيبة الأعصاب لدى مايو كلينك في روشستر: "السكتة الدماغية هي عبارة عن نوبة دماغية. ونحن نشجع الجميع على التعرف على مؤشرات السكتة الدماغية وطلب المساعدة على الفور في حالات الطوارئ".
ما هي المؤشرات؟
تشمل المؤشرات التي تدل على الإصابة بسكتة دماغية: صعوبة مفاجئة في التوازن، أو التناسق الحركي؛ وعدم وضوح الرؤية أو ازدواجية الرؤية؛ تدلى الوجه من جانب واحد؛ وعدم القدرة على رفع كلا الذراعين دون سقوط أحدهما أو كليهما؛ وعسر الكلام أو وجود صعوبة فيه. في حال ظهور واحدة أو أكثر من هذه الأعراض، يوصي الخبراء بالاتصال على 911، أو خط الطوارئ الخاص بك على الفور.
"إنه لأمر غاية في الأهمية أن يلاحظ الناس ظهور المؤشرات التحذيرية على الشخص فربما يكون مصابًا بسكتة دماغية" - كما يقول الدكتور ميسكيا. ويضيف: "يمثل الوقت أحد العوامل الرئيسية في السكتات الدماغية الإقفارية وكذلك إمكانية تناول أدوية مفيدة، مثل العقاقير المذيبة للجلطات بأمان وفعالية. فحال تناول الدواء في وقت متأخر، قد يزداد الموقف سوءًا. وفي حال تناوله مبكرًا، يمكن أن تتحسن حالة الشخص بشكل كبير، ويمكن تقليل حالات الإعاقة الناتجة عن السكتة الدماغية."
السكتات الدماغية والإنفلونزا
كشفت دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام في مجلة ستروك، مجلة تابعة لجمعية القلب الأمريكية، أنه من بين مجموعة من الأشخاص الذين دخلوا إلى المستشفى لأسباب مختلفة، إن من عانوا من أعراض شبيهة بالإنفلونزا خلال شهر من دخولهم المستشفى أكثر عرضة بنسبة 38% للإصابة بالسكتة الدماغية، مقارنة بمن لم يصابوا بمرض مماثل. كما يؤدي تلقي مطعوم الإنفلونزا في العام السابق لدخول المستشفى إلى خفض خطر إصابة الشخص بالسكتة الدماغية إلى نسبة 11%.
الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا ممن أُدخلوا إلى المستشفى وأولئك المقيمين في دور رعاية المسنين الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالإنفلونزا كانت لديهم معدلات أقل من الوفاة والإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية صغرى أو توقف القلب في حال تلقيهم لقاحًا ضد الأنفلونزا، وفقًا لدراسة قدمت في اجتماع علوم القلب والأوعية الدموية الأساسية لعام 2020 برعاية جمعية القلب الأمريكية.
"إن التطعيم ضد الإنفلونزا يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية" - كما تقول جيانيندرا كومار، دكتورة الطب، طبيبة أعصاب لدى مايو كلينك في أريزونا. "من خلال تقليل خطر الإصابة بالأنفلونزا، فإنك تقلل من فرصة إصابة الفرد المسن بالشلل والجفاف - فالأعراض الملازمة لعدوى مثل الأنفلونزا تمثل عوامل الخطر لتكوين الجلطات المصاحبة للسكتات الدماغية. كما أن الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا تعرض الجسم لخطر متزايد للإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية عن طريق إطلاق المواد الكيميائية الالتهابية مثل السيتوكينات التي تؤدي إلى تلف البطانة الداخلية للأوعية الدموية وحتى القلب. وهذا بدوره يؤدي إلى سلسلة من الأحداث المؤدية لتكوين الجلطات".
نصائح للوقاية من السَّكتة الدماغية
على الرغم من حدوث الكثير من التطورات على مر السنين في طريقة تعامل خبراء الرعاية الصحية مع السكتة الدماغية، فإن التدابير الوقائية للحد من مخاطرها ما تزالت ثابتة ومهمة في كل وقت. وتشمل: التحكم في ضغط الدم، أي الحفاظ عليه في مستوى 120/80 ملليمتر زئبق أو أقل، في الظروف المُثلى" - كما تقول الدكتورة فليمنج.
تتضمن التوصيات الأخرى لنمط الحياة: تجنب التبغ، واتباع نظام غذائي صحي، مع خفض مستوى الكوليسترول، وممارسة الرياضة بانتظام وفقًا لما ذكره الدكتور ميسكيا.
وأضاف الدكتور ميسكيا: "في الظروف المُثلى، يجب ممارسة حوالي 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل من التمارين معتدلة الشدة".
###
نبذة عن مايو كلينك
مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير التعاطف والخبرة لكل مَن يحتاج إلى الاستشفاء والرد على استفساراته. لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك، تفضَّل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية.
جهة الاتصال الإعلامية: كيفن بونسكي، مايو كلينك للتواصل، newsbureau@mayo.edu.