“الأدمغة الصغيرة” المزروعة في المختبر تساعد مايو كلينك في دراسة علاجات لإدمان الأفيونيات 

نماذج مصغرة ثلاثية الأبعاد تشبه الدماغ، تسمى "عضيات"، بعد 12 أسبوعًا من الزراعة. حقوق الصورة للدكتورة مينغ فين خو، الحاصلة على الدكتوراه.

مدينة روتشستر، ولاية مينيسوتا - طور علماء مايو كلينك نماذج دماغية مصغرّة ثلاثية الأبعاد في المختبر من الخلايا البشرية لدراسة إدمان الأفيونيات والاستجابة للعلاج بالأفيونيات. نتيجةً لذلك، اكتشف الفريق حدوث تغييرات في خلايا دماغية محددة لمن يتم تشخيصهم باضطراب تعاطي الأفيونيات. كما تساعد الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة "الطب النفسي الجزيئي" على فتح الطريق لهدف علاجي محتمل، وتساهم في تحسين معرفتنا بالطريق إلى إدمان الأفيونيات.  

 "الدماغ البشري معقد بشكل مثير للدهشة، وكذا طريقة تأثير الأفيونيات على الدماغ في حالة الإدمان ما زالت غير واضحة على الرغم من ارتفاع عدد الوفيات بسبب تناول جرعات زائدة من الأفيونيات" - كما تقول المؤلف الرئيسي للدراسة، مينغ فين خو، الحاصلة على الدكتوراه، عالمة الأحياء المتخصصة في الخلايا الجذعية بمايو كلينك في روتشستر.      

 "لقد أتاحت لنا تقنية 'الدماغ الصغير' الجديدة هذه دراسة اضطرابات الدماغ البشري المعقدة بطرق لم نشهدها من قبل" - كما أضافت الدكتورة خو التي بدأت حياتها المهنية كممرضة وواصلت دراستها للحصول على الدكتوراه في علم الوراثة الجزيئي -طريق جديد لمواصلة شغفها بمساعدة المرضى. كما تقضي الدكتورة خو وقتًا في الإصغاء إلى المرضى في العيادة لمعرفة المزيد عن تجاربهم في الإدمان.   

تناول جرعات زائدة من الأفيونيات هي مشكلة متنامية في جميع أنحاء العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. لقد أصيب الملايين من الأشخاص بإدمان المخدرات الأفيونية واعتمدوا على علاجات، مثل: البوبرينورفين للحد من الرغبة الملحة وأعراض الامتناع.   

 تقول الدكتورة خو: "بالنظر إلى الاستخدام واسع النطاق للأفيونيات ووباء المواد الأفيونية العالمي، كان لابد أن نفهم كيف تغير الأفيونيات والأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب تعاطي الأفيونيات وظيفة خلايا الدماغ على مستوى الخلية الواحدة".   

 لأغراض الدراسة، ابتكرت الدكتورة خو وفريقها نماذج مصغرة ثلاثية الأبعاد تشبه الدماغ، تسمى "العضيات". حيث استُخلصت عناقيد الخلايا ثلاثية الأبعاد بحجم حبة البازلاء من خلايا دم مرضى مصابين باضطراب تعاطي الأفيونيات، ووُضِعت خلايا الدم في طبق الزرع و"أعيد برمجتها" إلى حالة تشبه الخلايا الجذعية، والتي تُعرف باسم "الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات". كذلك يمكن استمالة هذه الخلايا المسماة بالخلايا الرئيسية لتتحول إلى أي خلية في الجسم، بما في ذلك خلايا الدماغ.   

 تقول الدكتورة خو: "تنمو الخلايا وتتجمع من تلقاء نفسها لاستنساخ أجزاء من الدماغ - وفي هذه الحالة، تتكون القشرة الجبهية الأمامية. والتي اخترناها لأن الدراسات السابقة قبل السريرية والسريرية أثبتت أن هذه المنطقة من الدماغ تلعب دورًا رئيسيًا في الإدمان".  

 بعد ذلك، درس الفريق التأثيرات التي طرأت على العضيات إثر تناول عقارين — الأُوكسيكودون وبوبرينورفين — وأجروا تحليلًا لمسار كل دواء. حيث اكتشفت الدكتورة خو وفريقها المسارات الحيوية المرتبطة بإدمان المواد الأفيونية على مستوى الخلية الواحدة. وأشارت النتائج إلى وجود  علاقة بين إدمان الأفيونيات و الالتهابات التي تحدث عندما يكون الجهاز المناعي في الدماغ مفرط النشاط.  

 تقول الدكتور خو: "تنطوي الدراسات التي أجريناها على دلالات لآثراها الآليات الجزيئية والتي ستساعدنا على فهم تأثير المواد الأفيونية في الدماغ، إنها خطوة نحو اكتشاف عوامل علاجية جديدة لعلاج إدمان الأفيونيات أو الوقاية منها". وأضافت: "ستشمل الخطوة الهامة التالية في هذا البحث اختبار تلك العلاجات المحتملة لعلاج إدمان الأفيونيات باستخدام العضيات المأخوذة من أشخاص أصحاء ومن أشخاص يعانون من إدمان المواد الأفيونية".  

 تم تقديم الدعم للبحث جزئيًا من قِبل مركز مايو كلينك لنهج الطب الشخصي، والمعاهد الوطنية للصحة ومؤسسة تيرانس وبيت نوبل.  

### 

نبذة عن مايو كلينك 
مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية ملتزمة بإجراء أبحاث ابتكارية في الممارسات السريرية والتعليم والأبحاث، وكذلك منح التعاطف على أيدي مجموعة من الخبراء لكل شخص يحتاج إلى الشفاء والرد على استفساراته. تفضَّل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك. 
 

جهة الاتصال الإعلامية: سوزان ميرفي، مايو كلينك للتواصل، newsbureau@mayo.edu