مكافحة مرض نقص المناعة البشري المكتسب (الإيدز): لماذا يكمن هدفنا في اكتشاف فيروس نقص المناعة البشري قبل ظهور الأعراض

الأول من ديسمبر هو اليوم العالمي للإيدز

روتشستر، مينيسوتا – إن فيروس نقص المناعة البشري، الذي يسبب الإيدز (مرض نقص المناعة البشري المكتسب) بإمكانه أن يختفي في الجسم عدة سنوات قبلما تظهر الأعراض. وخلال هذا الوقت، فإنه يقضي على جزء من الجهاز المناعي دون أن نشعر. لذا فإن هدفنا هو اكتشاف فيروس نقص المناعة البشري قبلما تظهر الأعراض، مما يجعل الاختبارات الروتينية ضروريةً كي يعرف المرضى أنهم مصابون وكي يتسنى علاجهم، وهذا ما أوضحته الدكتورة ستيسي ريزا خبيرة الأمراض المُعدية والباحثة في فيروس نقص المناعة البشري لدى مايو كلينك.

وتقول الدكتورة ريزا: "مشكلة فيروس نقص المناعة البشري أنه يقتل جزءًا من خلايا المناعة التي تُسمى خلايا CD4. وهذا يجعل الناس عُرضةً للإصابة بالعدوى وأمراض السرطان". وتقول أيضاً: "إن فيروس نقص المناعة البشري بإمكانه أن يختفي في الجسم في حالة كامنة عدة سنوات. ولذا فالشفاء منه صعب للغاية." 

وأضافت الدكتورة ريزا: "قد يشعر الناس أنهم بحالة جيدة، ولكنهم تدريجياً يحملون الفيروس الذي يقتل جزءً من الجهاز المناعي لديهم". "وعندما تنخفض كفاءة الجهاز المناعي، يتعرض المرضى لحالات خطيرة وقوية من الإصابة بالعدوى والسرطان".

دكتور ستايسي ريزا

ومن الجدير بالذكر أن اليوم العالمي للإيدز الذي نشهده في الأول من ديسمبر يعمل على رفع الوعي بشأن فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز وتقدير المصابين به. ومع أنه قد أُحرز تقدم كبير في مكافحة فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز، فإنه لا يزال شائعاً ي جميع أنحاء العالم كما تقول الدكتورة ريزا. فعلى الصعيد العالمي، فإن حوالي 39 مليون شخص يحملون عدوى فيروس نقص المناعة البشري بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.

وينتشر فيروس نقص المناعة البشري عن طريق الاتصال الجنسي أو استخدام حُقن تحمل العدوى أو الاتصال بدم مصاب بالعدوى وفي حالات نادرة قد ينتقل من الأم إلى طفلها. وتقول الدكتورة ريزا إن الكثير لا يعلمون أنهم مصابون بفيروس نقص المناعة البشري، وهذا ما يجعل الفحص الروتيني أمراً هاماً.

وتقول الدكتورة ريزا أيضاً: "لقد اعتدنا على تقدير أن حوالي 13% من مجتمع المصابين بفيروس نقص المناعة البشري لا يعلمون أنهم مصابون. وقد انخفض هذا التقدير إلى حوالي 8%. ولكنه لا يزال تقدير غير منخفض إلى حد كبير". "ونريد أن نعرف أن كل شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشري يعرف تشخيصه ويتم توصيله بخدمات الرعاية ويبدأ العلاج كي يحمي نفسه ويقلل من خطر نقل المرض إلى الآخرين وإصابتهم بالعدوى."

ومع أن المصابين بفيروس نقص المناعة البشري ينعمون بحياة أطول وأكثر صحةً بفضل تحسّن العلاج، فإن تحديات كبح جماح وباء فيروس نقص المناعة البشري المستمر لا تزال قائمة.

كي تحمي نفسك من فيروس نقص المناعة البشري، مارس الجنس الآمن؛ ولا تحقن الدواء ولا تشارك الإبر أو أجهزة حقن الدواء الأخرى؛ قم بإجراء الاختبارات.

يجب على أي شخص يشتبه في تعرضه للفيروس عن طريق الاتصال الجنسي أو استخدام الإبر أو حوادث بيئة العمل الاتصال بفريق الرعاية الصحية الخاص به أو الذهاب إلى قسم الطوارئ. PrEPهو علاج دوائي يستخدم لتقليل خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية لدى الأشخاص المعرضين لخطر كبير جدًا.

ومن ناحية أخرى تقول الدكتورة ريزا: "هدفنا أ، نشخّص المرضى قبلما يصلون إلى الإصابة بالإيدز – أن نشخّصهم عندما يكون لديهم فيروس نقص المناعة البشري في مرحلة مبكرة، وأن نجعلهم يبدؤون العلاج مبكراً قبلما يُصاب الجهاز المناعي وقبلما يصيب الفيروس أي جزء آخر من الجسم وقبلما ينقلون العدوى إلى غيرهم". "فإذا بدأت العلاج بينما يكون فيروس نقص المناعة البشري عند نقطة معيّنة من الطيف، وأصبحت مستقراً، سيتم كبت الفيروس، وسيعود الجهاز المناعي إلى مستواه الطبيعي".

ولا يوجد علاج شافٍ تماماً لفيروس نقص المناعة البشري/الإيدز، ولكن الأدوية تساعد في السيطرة عليه ومنع تدهوره. وقد أدت علاجات مضادات الفيروس إلى خفض وفايات الإيدز حول العالم. وتقول الدكتورة ريزا إن الأبحاث مستمرة ولا يزال هناك أمل للوصول إلى الشفاء.

وتقول أيضًا: "كل عام نشهد عدد أكبر من المصابين يتماثلون للشفاء وظيفيًا من فيروس نقص المناعة البشري، وهذا يعني أنهم قد خضعوا لنوع من التدخل جعلهم غير محتاجين إلى أقراص الدواء، ولكن الفيروس يظل مكبوتًا تمامًا. ونحن في مايو كلينك نجري أبحاثاً على الشفاء من فيروس نقص المناعة البشري. والكثير من الأماكن حول العالم تُجري مثل هذه الأبحاث أيضاً. وهذا أمر مثير للغاية". وختمت حديثها قائلةً: "أنا أتطلع إلى اليوم الذي نصل فيه إلى شفاء معظم المرضى وليس فقط تقديم العلاج لمعظم المرضى."

### 

نبذة عن مايو كلينك 
مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية ملتزمة بإجراء أبحاث ابتكارية في الممارسات السريرية والتعليم والأبحاث، وكذلك تقديم رعاية شاملة على يد مجموعة من الخبراء لكل من ينشُد الشفاء وتوفير الإجابات التي يحتاجها لتساؤلاته. لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك، تفضَّل بزيارة مايو كلينك الإخبارية

جهة الاتصال الإعلامية: شارون ثيمر، مكتب العلاقات العامة في مايو كلينك،newsbureau@mayo.edu