باحثو وجراحو مايو كلينك يختبرون أداة واقع افتراضي لتهدئة التوتر السابق للجراحة

روتشستر، ولاية مينيسوتا — تُعد جراحة القلب إجراءً طبيًا خطيرًا ومتوغّلًا، ويمكن أن يكون ذلك مخيفًا للمرضى. ولكن تُشير دراسة جديدة نُشرت في مايو كلينك بروسيدنجز إلى إمكانية استخدام الواقع الافتراضي كأداة فعالة لتقليل القلق السابق للجراحة لدى المرضى الأكبر سنًا الذين يخضعون لجراحة القلب المفتوح للمرة الأولى. وبينما شملت الكثير من الأبحاث التي أجريت حتى الآن باستخدام الواقع الافتراضي مجموعات من المرضى الأصغر سنًا، إلا أن نتائج هذا البحث تشير إلى أن الواقع الافتراضي الغامر كان فعالًا وتحمله المرضى الأكبر سنًا بشكل جيد. ولهذا الانخفاض في القلق أهمية خاصة نظرًا للعلاقة بين القلق السابق للجراحة والنتائج السلبية التالية للجراحة، بما في ذلك زيادة الإحساس بالألم وقلة النشاط وزيادة استخدام الأدوية.
"يمثل هذا البحث خطوة للأمام في تحسين تجربة المرضى واحتمالية استخدام هذه الطريقة لتحقيق التعافي الأمثل بعد الجراحة"، وذلك بحسب جوردان ميلر، حاصل على دكتوراه، باحث في أمراض القلب الوعائية في مايو كلينيك والمؤلف الرئيسي للدراسة.
يشدد جوزيف ديراني، دكتور في الطب، وجون ستولاك، دكتور في الطب، وهما جراحا قلب في مايو كلينك اشتركا في الدراسة، على أهمية الحالة النفسية قبل الجراحة القلبية وبعدها. "نوفر حاليًا المعالَجة بالموسيقى والتدليك بعد جراحة القلب لأننا ندرك الأثر السلبي للقلق الشديد على عملية التعافي بعد الجراحة. ويستكشف فريقنا حاليًا التطبيقات الأوسع نطاقًا للواقع الافتراضي — التي يمكن استخدامها في أي وقت وفي أي مكان، سواء داخل المستشفى أو خارجها — أثناء الفترة المحيطة بالجراحة لتقييم تأثيرها على النتائج السريرية بشكل أكبر".
وعلى عكس الأدوية التقليدية المضادة للقلق، التي تنطوي على جوانب سلبية مثل زيادة صعوبة وضع الأنبوب الذي يساعد المريض على التنفس أثناء الجراحة واستغراق وقت أطول لإزالته بعد الجراحة، يوفر الواقع الافتراضي بديلًا غير دوائي. كما تسلط الدراسة الضوء على إمكانيات الواقع الافتراضي باعتباره أداة مرنة، حيث يوفر الخيار اللوحي بديلًا قابلًا للتطبيق للمرضى المعرضين لدوار الحركة الذي يستثيره الواقع الافتراضي.
شمل البحث 100 مشارك حُددت لهم مواعيد للخضوع لعمليات قلب مفتوح. وارتدى كل مريض جهاز مراقبة لتسجيل المؤشرات الحيوية، وأكمل اختبار قلق قياسي ومُثبَت سريريًا قبل تدخل الواقع الافتراضي وبعده في يوم إجراء الجراحة. حيث طلب الاختبار من المرضى تقييم وضعهم الحالي من خلال 20 سؤالًا يتعلق بمشاعر تراوحت من هادئ إلى منزعج. وقيّم المشاركون كل شعور على مقياس من 1 إلى 4، حيث يعني 1 "ليس على الإطلاق"، ويعني 4 "للغاية".

أُعطي نصف المشاركين جهاز لوحي للواقع الافتراضي وأُعطي النصف الآخر نظارات واقع افتراضي أثناء انتظارهم في المنطقة المخصصة للانتظار قبل الخضوع للجراحة. حيث عرضت تجربة الواقع الافتراضي بيئة طبيعية مدتها 10 دقائق مصحوبة بالتنفس الموجه أثناء مشاهدة المرضى لأشجار وواجهات مائية تتغير على مدار الفصول الأربعة. على الجانب الآخر، عرض الجهاز اللوحي المحتوى الذي شاهده المرضى في الواقع الافتراضي، في حين تمكن الأشخاص الذين استخدموا خوذة الواقع الافتراضي الغامر من النظر في كل الاتجاهات وتحديد السمات البيئية، الأمر الذي ساعدهم على التجول خلال المشهد بشكل أكبر. وأدى كلا التدخلين إلى خفض معدل النبض لدى المشاركين، ولكنهما لم يؤثرا في معدل التنفس أو مستويات الأكسجين.
كما انخفضت درجات القلق بشكل عام بمتوسط نقطتين باستخدام المعالجة بالجهاز اللوحي، و2.9 نقطة باستخدام نظارات الواقع الافتراضي. هذا بالإضافة إلى ملاحظة الباحثين أن الدرجات تحسنت بشكل كبير فيما وصل إلى سبعة من الأسئلة التي ركزت على القلق، باستخدام الجهاز اللوحي ونظارات الواقع الافتراضي. وتمثل العديد من هذه الإجابات تحديدًا نظرة أكثر إيجابية مقارنةً بالمشاعر السلبية التي سبقتها — وهي نتيجة جعلت الباحثين يشعرون بالتفاؤل حيال قدرات الواقع الافتراضي من حيث جعل الجراحة أقل إثارةً لتوتر المرضى.
###
نبذة عن مايو كلينك
مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير التعاطف والخبرة لكل مَن يحتاج إلى الاستشفاء والرد على استفساراته. تفضل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك.
جهة التواصل الإعلامي:
- تيري مالوي، مايو كلينك للتواصل، البريد الإلكتروني: newsbureau@mayo.edu