أسئلة وإجابات مايو كلينك: 4 مزايا صحية في تقليل وقت استخدام الشاشة

الأعزاء في مايو كلينك: أجد نفسيأُلح باستمرار على أولادي وزوجي ليضعوا أجهزتهم المحمولة جانبًا أثناء العشاء، وفي المساء، وفي عطلات نهاية الأسبوع. وأشعر بالإرهاق بعد قضاء وقت طويل أمام الشاشات في نهاية يوم العمل. كيف يمكنني تشجيع عائلتي على قضاء بعض الوقت بعيدًا عن التكنولوجيا وتقليص وقت الشاشة؟
الإجابة: نحن محاطون بالهواتف الذكية وأجهزة الألعاب والشاشات في كل مكان.فهي في منازلنا وغرف نومنا ومكاتبنا وسياراتنا وجيوبنا وحقائبنا. ورغم أن هذه الإلكترونيات قد تكون مفيدة ومسلية، إلا أن الوقت الذي نقضيه عليها قد يتحول إلى مشكلة.
يمكننا التفكير في الأمر على هذا النحو: عندما نستخدم أحد هذه الأجهزة، ننفصل عن شيء آخر. هل هذا الشيء الآخر مهم بالنسبة لك؟ ربما يكون هذا الشيء الآخر هو طفلك أو شريك حياتك أو وقتك المخصص للرياضة أو مهامك الوظيفية أو هوياتك.
يشعر كثير من الناس بأن شيئًا ما مفقود في زحمة حياتهم. ربما تكون رغبة مجهولة في عيش حياتهم بشكل أكثر إشباعًا. إن تقليل وقت الشاشة يتيح لك وقتًا إضافيًا للتواصل مع العائلة والأصدقاء. ويمكن لهذا التواصل مع الآخرين أن يساعد في درء أعراض التوتر والاكتئاب والقلق. وغالبًا ما نفوِّت على أنفسنا فرص الاستمتاع والتأمل في مظاهر الجمال من حولنا بسبب انشغالنا بالشاشات. لكن عندما تكون حاضرًا في اللحظة الراهنة — ربما عبر وضع الأجهزة جانبًا — قد تكتشف ما تحتاجه لملء هذا الفراغ.
هناك فوائد صحية عديدة لتقليل وقت استخدام الشاشة، منها الفوائد الأربع التالية:
1. تحسين الصحة البدنية
نعلم أن الأنشطة البدنية مفيدة للصحة، ولكن الأجهزة قد تقلل من الوقت المخصص للرياضة. وقد يصعُب الحفاظ على العادات الصحية عند قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات. وتشمل الفوائد ما يلي:
- الوقاية من السُمنة والحالات المرضية المرتبطة بزيادة الوزن. وتشمل تلك الحالات السكري من النوع الثاني وأمراض القلب. والأطفال الذين يشاهدون التلفاز لفترات طويلة أكثر عرضة للإصابة بزيادة الوزن.
- تخصيص مزيد من الوقت للرياضة واللعب. بإمكانك إضافة الأنشطة البدنية لملء الفترات الشاغرة الجديدة في جدولك.
- زيادة مدة النوم. يواجه الأطفال الذين يقضون وقتًا أطول أمام التلفاز صعوبة في الخلود إلى النوم أو البقاء نائمين. كما قد يشعرون بالتعب ويتناولون المزيد من الوجبات الخفيفة لتعويض ساعات النوم المفقودة.
- يجب تقليل الوجبات الخفيفة التي تُؤكل دون وعي لأنها قد تؤدي إلى زيادة الوزن. فقد يؤدي تناول الوجبات الخفيفة أو الوجبات الأساسية أمام التلفاز إلى تناول الطعام دون وعي، مما قد يؤدي إلى استهلاك حصص أكبر. بينما يتيح الابتعاد عن المشتتات إيلاء مزيد من الانتباه لجسمك وإشاراته عندما تصبح ممتلئًا بالطعام.
2. تخصيص وقت للاستمتاع باللعب والاستكشاف
استكشاف العالم والتعرف عليه جزء لا يتجزأ من الحياة. والأطفال فضوليون بطبيعتهم، لكن بإمكان البالغين أيضًا المشاركة في الاستكشاف. فبدلًا من قضاء الوقت على الأجهزة، بإمكانك أنت وعائلتك تجربة أنشطة جديدة، مثل ركوب الدراجات أو المشي أو الذهاب إلى المتنزهات أو زيارة المتاحف أو استكشاف ممر طبيعي في الجوار. فالأنشطة التي لا تنطوي على استخدام الشاشات ممتعة بنفس قدر الأشياء التي تظهر عليها. جرّب التلوين أو القراءة أو الأشغال اليدوية أو غيرها من الأنشطة التي تتطلب إعمال خيالك. وذلك لأن تقليل وقت استخدام الشاشة يتيح المزيد من الوقت للعب والانخراط في أنشطة إبداعية.
3. تقوية الروابط الاجتماعية
التواصل مع الآخرين أمر بالغ الأهمية حتى نشعر باهتمام الآخرين بأمرنا. ويتجه الأطفال نحو مقدّمي الرعاية بحثًا عن الشعور بالانتماء؛ بينما يجده البالغون لدى عائلاتهم وأصدقائهم. وباستطاعة الأجهزة تدمير هذه العلاقات.
فعندما ينشغل الآباء بالشاشة، قد يشعر الأطفال أن عليهم التنافس مع الأجهزة للحصول على الانتباه. لكن عندما تضع جهازك جانبًا، تصبح حاضرًا بعواطفك وهذا من شأنه تقوية الأواصر العائلية.
وقد وجدت دراسة أن الأطفال الذين تخلوا عن أجهزتهم الإلكترونية لخمسة أيام أظهروا قدرة أفضل في تمييز تعابير الوجه والتقاط الرسائل غير اللفظية مقارنةً بهؤلاء الذين يعيشون الحياة على نفس المنوال. ويمكن أن يُحسِّن تقليل وقت استخدام الشاشات مهاراتهم الاجتماعية الخاصة بالتواصل وجهًا لوجه. إن تشغيل التلفاز، حتى لو كان بمثابة مجرد خلفية صوتية، سوف يصرف تركيزك إليه بدلاً مما يحدث حولك.
4. تحسين الحالة المزاجية
إن وضع هاتفك جانباً والخروج أو القيام بنشاط ممتع يمكن أن يعزز الحالة المزاجية، لأنه قد يمنحك شعورًا بالإنجاز ويحسّن صحتك العامة. أما الاكتئاب والقلق، فقد يدفعان الشخص إلى الانطواء والانعزال عن الآخرين. بينما يساعد الانخراط في الأنشطة الاجتماعية على التواصل مع الآخرين وتقليل أعراض هذه الحالات. والأطفال الذين يمضون وقتًا أطول في النظر إلى الشاشة أكثر عرضة للمشكلات السلوكية وتشتت الانتباه؛ على الجانب الآخر، يحسّن تقليلها من تركيزهم. وقد تسبب مشاهد العنف القلق والاكتئاب للأطفال وتدفعهم للاعتقاد بأن العنف طريقة مقبولة للتعامل مع المشكلات.
ورغم أن التكنولوجيا أداة رائعة، إلا أنها قد تقف حائلًا أمام عافيتك وتجعلك منقطعًا عن من حولك. بينما يساعدك الابتعاد عن الأجهزة على توفير مزيد من الوقت للمحافظة على نشاطك والاستمتاع بالوقت مع أحبائك. لماذا لا تجرب إذًا هذه الأفكار؟ ميسون أيوب، دكتورة في الطب طب الأسرة، نظام مايو كلينك الصحي، فاريبولت، ولاية مينيسوتا.
###
نبذة عن مايو كلينك
مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية ملتزمة بإجراء أبحاث ابتكارية في الممارسات السريرية والتعليم والأبحاث، وكذلك منح التعاطف على أيدي مجموعة من الخبراء لكل شخص يحتاج إلى الشفاء والرد على استفساراته. تفضل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك.
جهة التواصل الإعلامي:
- شارون ثيمر، مايو كلينك للتواصل، البريد الإلكتروني:newsbureau@mayo.edu
[mayoNnVideoDownload]
المقالات ذات الصلة


