دراسة لمايو كلينك تكشف الأسباب الخفية للنوبات القلبية لدى البالغين الأصغر سنًا، ولاسيما النساء

مدينة روتشستر، ولاية مينيسوتا — توصلت دراسة جديدة أجرتها مايو كلينك إلى أن العديد من النوبات القلبية التي تصيب الأشخاص تحت عمر 65 عامًا - خاصة النساء- تسببها عوامل أخرى بخلاف الشرايين المسدودة، وهو ما يتعارض مع الفرضيات القائمة حول كيفية حدوث النوبات القلبية لدى الفئات الأصغر سنًا.

فحصت الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب (Journal of the American College of Cardiology)، أكثر من 15 عامًا من البيانات المستمدة من مشروع روتشستر لعلم الأوبئة، موفرةً بذلك التقييم السكاني الأكثر شمولًا لأسباب النوبات القلبية لدى الأشخاص البالغين 65 عامًا أو أقل.

حيث سببت عوامل غير تقليدية أكثر من نصف حالات النوبات القلبية لدى النساء تحت عمر 65 عامًا، مثل التسلخ التلقائي في الشريان التاجي، والانصمام، وغيرهما من العوامل غير المتعلقة باللويحات المسببة لانسداد الشرايين. وبينما كانت حالات الإصابة بالنوبات القلبية أقل بشكل ملحوظ لدى النساء - مقارنةً بالرجال - إلا أنه عند إصابة النساء بالنوبات القلبية، لم تُشخص الأسباب الكامنة بشكل صحيح في أغلب الحالات.

حيث تكرر إغفال حالات التسلخ التلقائي في الشريان التاجي، التي تصيب النساء الأصغر سنًا أو اللاتي يتمتعن بصحة جيدة بخلاف ذلك، أو شُخصت بشكل خاطئ باعتبارها نوبة قلبية نمطية نتيجة تراكم اللويحات. وبرغم أن تصلب الشرايين، أو انسداد الشرايين بسبب اللويحات، كان أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بالنوبات القلبية لدى الجنسين، إلا أنه لم يشكل سوى 47% من النوبات القلبية لدى النساء، مقارنةً بنسبة 75% لدى الرجال. كما أن معدل الوفيات على مدار خمس سنوات كان أعلى لدى الأشخاص الذين أصيبوا بنوبات قلبية حفزتها مسببات الإجهاد مثل فقر الدم أو العدوى، برغم أن هؤلاء المرضى كان لديهم مستويات أقل من إصابات القلب.

كلير رافائيل، الحاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة، والحاصلة على الدكتوراه

تقول كلير رافائيل، الحاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة، والحاصلة على الدكتوراه، اختصاصية طب القلب التدخّلي في مايو كلينك والمؤلفة الأولى للدراسة: "يسلط هذا البحث الضوء على مسببات النوبات القلبية التي لم يكن هناك دراية كافية بها في السابق، خاصةً تلك التي تصيب النساء. فعندما لا يتم إدراك السبب الجذري للنوبة القلبية، قد ينتج عن ذلك الخضوع لعلاجات أقل فاعلية - بل وضارة".

هذا الفهم الجديد من شأنه إنقاذ الأرواح. فالتشخيص الخاطئ للتسلخ التلقائي في الشريان التاجي، على سبيل المثال، قد يُعالج بوضع دعامة غير ضرورية، مما يزيد من خطر التعرض لمضاعفات. بينما يتيح التعرف على الأسباب غير التقليدية للنوبات القلبية والتشخيص السليم لها تقديم الرعاية المناسبة وتحسين النتائج طويلة المدى.

ونستعرض فيما يلي النتائج الرئيسية للدراسة:

  • من بين 1474 حالة نوبة قلبية، جاءت 68% منها نتيجة لتراكم اللويحات النمطي (أمراض القلب التقليدية)، ولكن الأسباب غير التقليدية شكلت غالبية النوبات القلبية لدى النساء.
  • كان التسلخ التلقائي في الشريان التاجي أكثر شيوعًا لدى النساء مقارنةً بالرجال بنحو ست مرات.
  • كانت النوبات القلبية الناجمة عن مسببات الإجهاد، مثل فقر الدم أو العدوى، ثاني أكثر الأسباب شيوعًا بشكل عام، وأكثرها تهديدًا للحياة، إذ بلغ معدل الوفيات على مدار خمس سنوات 33%.
  • كانت النوبات القلبية التي تفتقر فعلًا إلى تفسير نادرة الحدوث، حيث شكلت أقل من 3% بعد المراجعة المتخصصة.

وبشكل عام، تقدم الدراسة تفسيرات من شأنها إعادة تشكيل طريقة تشخيص النوبات القلبية وإدارتها لدى البالغين الأصغر سنًا.

راجيف جولاتي، دكتور في الطب، وحاصل على الدكتوراه

"يبرز بحثنا الحاجة الأكبر لإعادة النظر في أساليب التعامل مع النوبات القلبية لدى هذه الفئة من المرضى، ولا سيما النساء من البالغات الأصغر سنًا. يقول راجيف جولاتي، دكتور في الطب، وحاصل على الدكتوراه، رئيس قسم طب القلب التدخّلي وأمراض القلب الإقفارية: "يجب على اختصاصيي الرعاية السريرية تعزيز وعيهم بحالات مثل التسلخ التلقائي في الشريان التاجي، والانصمام، ومسببات الإجهاد، كما ينبغي للمرضى المطالبة بإجابات عندما يشعرون بأن هناك شيئًا غير طبيعي". الدكتور جولاتي هو المؤلف الرئيسي لهذه الدراسة.

تضيف الدكتورة رفائيل: "إن معرفة سبب حدوث النوبة القلبية هي بنفس أهمية علاجها. لأنها قد تشكل الفارق بين التعافي وتكرار الإصابة".

###

نبذة عن مايو كلينك
مايو كلينكمنظمة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير الرعاية والخبرة لكل من يحتاج إلى التعافي والرد على استفساراته. تفضَّل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك.

جهة الاتصال الإعلامية:

  • تيري مالوي، مايو كلينك للتواصل، البريد الإلكتروني: newsbureau@mayo.edu

[mayoNnVideoDownload]