5 أشياء يجب معرفتها عن الإغماء: دور القلب ومتى يكون الإغماء مؤشرًا على حالة خطيرة

يُعد شهر فبراير شهر القلب في العديد من البلدان
لندن — قد تكون سمعت أن على الأشخاص الذين يشعرون أنهم على وشك الإغماء أن يضعوا رؤوسهم بين ركبتيهم، ولكن هل هذا الإجراء صحيح؟ وكيف يمكن معرفة ما إذا كان يجب عليك أو على شخص آخر قد أصيب بالإغماء الذهاب إلى قسم الطوارئ أو ربما حتى زيارة طبيب القلب؟ يشرح إيلايجا بير، دكتور في الطب، وطبيب القلب في مايو كلينك هيلثكير في لندن، خمسة أشياء من المهم معرفتها عن الإغماء.
الإغماء أو الغشيان، هو فقدان مؤقت للوعي يحدث بسبب نقص تدفق الدم إلى الدماغ.
توجد أنواع مختلفة من الإغماء
الإغماء الوعائي المبهم هو مصطلح طبي يشير إلى أبسط أنواع الإغماء، والذي يحدث دون وجود سبب كامن خطير، كما يوضح الدكتور بير. وهو نوع شائع من الإغماء.
يقول الدكتور بير: "إذا كان لدى بعض الأشخاص انخفاض في ضغط الدم بسبب ضائقة نفسية أو ألم أو مرض أو جفاف، على سبيل المثال، أو كانوا يعانون من انخفاض ضغط الدم بوجه عام، فقد تؤدي أي استثارة إلى حدوث رد فعل في القلب". "فبدلًا من أن يزيد القلب من سرعته ويضخ بشكل أقوى للحفاظ على ضغط الدم، يبدأ في التباطؤ، ومن ثم ينخفض ضغط الدم وتتباطأ سرعة القلب أكثر وقد يتوقف القلب لعدة ثوانٍ، وأحيانًا ما يقرب من دقيقة لدى بعض الأشخاص الذين لديهم نوبات إغماء أكثر شدة".
يسقط الشخص عادةً على الأرض في هذا النوع من الإغماء، بعدها يعود ضغط الدم إلى الدماغ ويبدأ الشخص في استعادة وعيه. ولكن إذا فقد الشخص وعيه في مكان أو في وضع غير آمن، فقد يشكل ذلك خطرًا على الشخص وعلى الآخرين، كما يشير الدكتور بير.
ويوضح أن أكثر أنواع الإغماء التي تسبب القلق لاختصاصيي الرعاية الصحية هو الإغماء القلبي، أو فقدان الوعي بسبب أحد أمراض القلب الكامنة مثل خلل في نظم القلب أو اضطراب النظم القلبي.
يقول الدكتور بير: "عادةً ما يكون هذا النوع من فقدان الوعي واستعادته مفاجئًا أكثر من الإغماء البسيط. وإذا كنت أكبر سنًا، فيرجح أن تكون مصابًا بأحد أمراض القلب الكامنة التي قد تكون على دراية بها أو لا تكون. وهذا هو أحد الأسباب التي تدعو إلى القلق بشأن فقدان الوعي لدى الأفراد الأكبر سنًا". ويضيف: "يمكن أن يُصاب الشباب أيضًا بأمراض القلب التي قد تسبب الإغماء القلبي الذي قد يكون بمثابة علامة تحذيرية لشيء أكثر خطورة سيحدث لاحقًا، لذلك من المهم التحقق من الأمر".
تشمل الفئة التي قد يشكل فقدان الوعي فيها علامة تحذيرية لوجود مشكلة خطيرة في القلب الأشخاص الذين لديهم سيرة مَرضية عائلية من مشكلات القلب الموروثة، والوفيات غير معروفة الأسباب أو الوفيات المبكرة المفاجئة، والأشخاص الذين يرتبط الإغماء لديهم بممارسة الرياضة، والأشخاص الذين يرتبط الإغماء لديهم بخفقان القلب أو الشعور بتسارع نبضات القلب".
قبل حدوث الإغماء البسيط، قد يظهر مؤشر أو أكثر ينبهك إلى ضرورة الجلوس أو الاستلقاء
يقول الدكتور بير: "سيكون هناك شعور بالدُوار. وقد يكون هناك شعور بالغثيان أو الطنين أو الرنين بالأذن". "كما يصف بعض الأشخاص وجود رؤية نفقية — بحيث يضيق مجال الرؤية عليهم قبل فقدان الوعي تمامًا — وقد يفقد البعض الرؤية بالفعل ولكنهم يظلون واعيين، أي دون فقدان كامل للوعي، ثم يستفيقون. ويضيف: "من المؤشرات المعتادة أيضًا الشعور بالتعرق والبرودة".
يحظى بعض الأشخاص بفترة تقرب من نصف ساعة تظهر فيها المؤشرات التحذيرية قبل حدوث الإغماء، بينما قد لا يكون للبعض الآخر سوى 30 ثانية.
ما يجب القيام به إذا حدث لك إغماء أو لشخص آخر:
- تأكد من أن الشخص يتنفس ولديه نبض، وإلا فعليك الاتصال بالمساعدة الطارئة، وإذا كنت تعرف كيفية إجراء الإنعاش القلبي الرئوي فابدأ في إجرائه.
- أما إذا كان الشخص يتنفس ولديه نبض، فتأكد من أنه في وضعية الاستلقاء ومن أن مجرى الهواء مفتوح باستخدام وضعية الإفاقة واتصل لطلب المساعدة.
- وإذا كنت تشعر أنك على وشك الإغماء، فضع رأسك أسفل مستوى قلبك، على سبيل المثال، بين ركبتيك.
- استرح بعد الإفاقة من الإغماء.
- اشرب الماء بعد الإغماء، وأضف بعض المعادن إذا كانت متوفرة.
"إذا كان ضغط الدم منخفضًا وتظهر هذه الأعراض عليك، فهذا يعني أن الدم لا يصل إلى الدماغ، وإذا كان القلب يحاول دفع الدم إلى الدماغ عكس الجاذبية، فهذا يعني أنه يواجه صعوبات. وينصح الدكتور بير قائلاً: "إنك تحتاج حقًا إلى جعل رأسك في مستوى قلبك أو أسفله حتى يعود ضغط الدم إلى الدماغ مرة أخرى، وهذا من شأنه درأ هذه الأعراض والحلقة المفرغة التي تنشأ عنها". "ضع رأسك بين ركبتيك أو استلقِ وضع رأسك لأسفل وارفع قدميك في الهواء، اعتمادًا على مكان وجودك وما يمكنك القيام به".
ولكنه يحذر من النهوض فورًا وبدء التجول لأن ذلك غالبًا سيكون أسوأ تصرف يمكنك القيام به.
يقول الدكتور بير: "سينخفض ضغط الدم أكثر وستشعر أنك أسوأ حالًا، وقد تنهار وتسقط وتؤذي نفسك". "وأفضل ما يمكنك عمله هو البقاء في مكانك والاستلقاء، وعندما تشعر بتحسن اشرب بعض الماء، ربما مع إضافة بعض المعادن إليه إذا كنت مصابًا بالجفاف. وبالنسبة للتدابير الوقائية العامة، فننصح أغلب الأشخاص الذين أصيبوا بالإغماء أن يشربوا مزيدًا من الماء وأن يضيفوا القليل من الملح أحيانًا لطعامهم لأنهم بشكل عام يكون لديهم انخفاض في ضغط الدم."
ولكن بحسب الدكتور بير، فأحيانًا يكون ترطيب الجسم وإضافة الملح إلى الطعام غير كافٍ. ويحتاج الأشخاص من وقتٍ لآخر إلى أخذ أدوية لتحسين التحكم في ضغط الدم وزيادته للوقاية من نوبات الإغماء.
الحالات التي تستدعي طلب المساعدة
يقول الدكتور بير: "إذا أصيب شخص بإغماء بسيط نتيجة المسببات الواضحة التي وصفتُها، فمن الأفضل التحدث مع طبيب الرعاية الأولية لمناقشة الأمر. ومن الأفضل عدم تجاهل الأعراض، خاصةً إذا كانت هذه هي المرة الأولى لظهورها. "غالبًا ما يتوجه الأشخاص إلى قسم الطوارئ بعد الإغماء الأول، وأعتقد أن هذا تصرف وجيه للغاية وأنا أشجعه".
ويضيف أنه إذا كان هناك شخص ما أصيب بإغماءات بسيطة من قبل، وكانت الظروف التي تؤدي إليها معتادة بالنسبة له وكان طبيب الرعاية الأولية أو طبيب القلب قد قيّمه من قبل، فقد لا يحتاج إلى الذهاب إلى قسم الطوارئ في كل مرة.
ولكن الحالات الأكثر مدعاة للقلق هي إصابة الأشخاص الأكبر سنًا بإغماءات حين يمكن أن يكون ذلك ناتجًا عن تأثير حالات مرضية أخرى، وتتضمن تلك الحالات الأشخاص الذين تتكرر لديهم الإغماءات رغم الحفاظ على ترطيب الجسم، وإذا كان هناك إصابة قد نتجت عن الإغماء، وإذا كان فقدان الوعي يحدث بغتة مصحوبًا بمؤشرات أخرى قد تعني وجود حالة قلبية كامنة.
يقول الدتور بير: "نحتاج إلى التأكد من تلقي هؤلاء الأشخاص للعلاج ومن أننا لا نغفل شيئًا". "كما أن بعض الإغماءات تبدو وكأنها نوبات صرع. فقد تسبب نشاطًا يشبه النوبة وتحتاج التفرقة بين النوبات والصرع وبين الإغماء إلى اشتراك طبيب القلب وطبيب الأعصاب".
إذا فقدت الوعي عند رؤية دم، فيمكنك تعويد نفسك على ذلك
يقول الدكتور بير: "إنه أمر شائع للغاية، ولكن يمكن التغلب عليه بعدة طرق".
حيث يقترح، على سبيل المثال، العلاج المعرفي السلوكي الذي قد يكون مفيدًا في هذه الحالة. ويتضمن العلاج المعرفي السلوكي التعاون مع استشاري الصحة العقلية مثل المعالج النفسي لتصبح واعيًا بطريقة التفكير غير الدقيقة أو السلبية، وحتى تتمكن من رؤية المواقف الصعبة بشكل أكثر وضوحًا والتعامل معها بطريقة أكثر فاعلية.
###
نبذة عن مايو كلينك هيلثكير
مايو كلينك هيلثكير موجودة في لندن وهي شركة فرعية مملوكة بالكامل لمؤسسةمايو كلينك، كما أنها مركز طبي أكاديمي غير هادف للربح. تتصدر مايو كلينك قائمة أفضل المستشفيات في الولايات المتحدة وفقًا لمؤسسة يو إس نيوز آند وورلد ريبورت وذلك بفضل تفوقها في عدد أكبر من التخصصات الطبية مقارنةً بأي مستشفى آخر، وهذا بسبب: جودة الرعاية. مايو كلينك هيلثكير هي الوجهة الأولى والرئيسية في المملكة المتحدة للحصول على تلك التجربة الطبية منقطعة النظير. تفضل بزيارة الموقع الإلكتروني مايو كلينك هيلثكير لمزيدٍ من المعلومات.
جهة التواصل الإعلامي:
- شارون ثيمر، مايو كلينك للتواصل، البريد الإلكتروني:newsbureau@mayo.edu
المقالات ذات الصلة


