دراسة تظهر إمكانية التنبؤ بنوبات الصرع للمصابين بالصرع باستخدام الأجهزة القابلة للارتداء على المعصم

رسم توضيحي طبي أو رسم لدماغ مصاب بنوبة تظهر وجود صرع

مدينة روتشستر، ولاية مينيسوتا - على الرغم من الأدوية والجراحة وأجهزة التحفيز العصبي، ما زال العديد من المصابين بالصرع يعانون من نوبات الصرع. إن الطبيعة غير المتوقعة لنوبات الصرع تقيدنا بشدة. فقط إن أمكن التنبؤ بنوبات الصرع بشكل موثوق، فإنه يمكن للمصابين بالصرع تغيير أنشطتهم، أو تناول دواء سريع المفعول، أو تشغيل جهاز التحفيز العصبي خاصتهم لمنع النوبة أو تقليل آثارها.

وقد وجدت دراسة جديدة، منشورة في مجلة التقارير الطبية أجراها باحثو مايو كلينك وشركاؤهم الدوليون، أنماطًا يمكن التعرف عليها لدى المرضى الذين قاموا بارتداء جهاز مراقبة خاص على شكل ساعة يد لمدة ستة إلى 12 شهرًا، حيث يتيح 30 دقيقة تقريبًا من التحذير قبل حدوث النوبة. وقد نجح ذلك جيدًا معظم الوقت لخمسة من أصل ستة مرضى خضعوا للدراسة.

ويقول بنجامين برينكمان، الحاصل على الدكتوراه، عالم الصرع في مايو كلينك والمؤلف الرئيسي للدراسة: "مثلما يساعد التنبؤ الموثوق بالطقس الأشخاصَ على التخطيط لأنشطتهم، كذلك، فإنه يمكن للتنبؤ بالنوبات أن يساعد مرضى الصرع على تعديل خططهم إذا علموا أن نوبة ما وشيكة. تُظهر هذه الدراسة التي تستخدم جهازًا يتم ارتداؤه على المعصم أن تقديم تنبؤات موثوقة لنوبات الصرع لمرضى الصرع أمرٌ ممكنٌ دون قياس نشاط الدماغ بشكل مباشر".

في الدراسة المذكورة، تم إعطاء مرضى الصرع المقاوم للأدوية والذين لديهم جهاز تحفيز عصبي مزروع يراقب نشاط الدماغ الكهربائي - جهازي تسجيل يتم ارتداؤهما على المعصم وجهازًا لوحيًا لتحميل البيانات يوميًا إلى التخزين السحابي. ثم طُلب من المرضى ارتداء سوار معصم واحد بينما يتم شحن الآخر. حيث يقومون بتبديل الأجهزة في وقت محدد كل يوم. وكانوا يستخدمون الأجهزة أثناء المشاركة في أنشطتهم الطبيعية، مما قدَّم بيانات فريدة طويلة المدى للدراسة.

لقد تضمنت المعلومات المجموعة من الجهاز القابل للارتداء: الخصائص الكهربائية للجلد، ودرجة حرارة الجسم، وتدفق الدم، ومعدل ضربات القلب، وبيانات قياس التسارع والتي تتبع الحركة. وتم تحليل البيانات بالذكاء الاصطناعي باستخدام أسلوب الشبكة العصبية للتعلم العميق، باستعمال خوارزمية للسلاسل الزمنية وتحليل التردد. ونظرًا لأن المشاركين في البحث كان لديهم بالفعل جهاز مزروع عميقًا لتحفيز الدماغ لأغراض علاج الصرع، فقد تم استخدام أجهزة التحفيز العصبي تلك للتأكد من وجود نوبات، مما سمح للفريق بقياس دقة تنبؤ أجهزة  المعصم.

وبيَّن الدكتور برينكمان أنه على الرغم من إثبات القدرة على التنبؤ بنوبات الصرع سابقًا باستخدام أجهزة الدماغ المزروعة، فإن العديد من المرضى لا يريدون إجراء عملية زراعة متوغّلة.

يقول الدكتور برينكمان: "نأمل أن يمهد هذا البحث الذي يستخدم الأجهزة القابلة للارتداء - الطريق نحو دمج التنبؤ بالنوبات في الممارسة السريرية في المستقبل"، مشيرًا إلى أنها كانت دراسة أولية وأن هناك مرضى إضافيين يقومون بتسجيل البيانات لتوسيع هذا الاختبار.

المؤلفون الآخرون هم منى ناصري، الحاصلة على الدكتوراه، من مايو كلينك وجامعة شمال فلوريدا؛ تل بال عطية، من مايو كلينك؛ بوني جوزيف، بكالوريوس الطب والجراحة، من مايو كلينك؛ نيكولاس جريج، دكتور الطب، من مايو كلينك؛ إيوان نيرس، الحاصل على الدكتوراه، من سير ميديكال؛ بيدرو فيانا، من كلية كينجز لندن؛ جريجوري ووريل، دكتور الطب، الحاصل على الدكتوراه، من مايو كلينك؛ ماتياس دومبلمان، الحاصل على الدكتوراه، من جامعة فرايبرغ؛ مارك ريتشاردسون، دكتوراه، كينجز كوليدج؛ ودين فريستون، دكتوراه، من سير ميديكال.

هذه الدراسة جزء من مؤسسة الصرع التابعة لمعهد الصرع الأمريكي للابتكارومشروع قياس نوبة الصرع خاصتي، وهو تعاون دولي يهدف إلى استخدام الأجهزة القابلة للارتداء لاكتشاف النوبات والتنبؤ بالصرع. وتم تقديم دعم إضافي من خلال برنامج مايو كلينك للذكاء الاصطناعي العصبي.

تلقى الدكتور برينكمان دعمًا بحثيًا غير مالي من شركة مدترونيك وقام بإعطاء ترخيص لحقوق الملكية الفكرية لشركة كادينس نيوروساينس المحدودة.

###

نبذة عن مايو كلينك

مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير التعاطف والخبرة لكل مَن يحتاج إلى الاستشفاء والرد على استفساراته. لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك، تفضَّل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية.

جهة الاتصال الإعلامية:

سوزن باربر ليندكويست، مسؤولة العلاقات العامة لدى مايو كلينك، newsbureau@mayo.edu