وجدت دراسة أجرتها مايو كلينك أن الطب التجديدي يمكن أن يبطئ عقارب الساعة بالنسبة للأمراض التنكسية التي غالبًا ما تدمر سنوات التقاعد. لقد تضاعف العمر الافتراضي تقريبًا منذ الخمسينيات من القرن الماضي، لكن الامتداد الصحّي - عدد السنوات الخالية من الأمراض - لم تواكب ذلك. وفقًا لورقة بحثية نُشرت في مجلة إن بي جيه للطب التجديدي، يعيش الناس عمومًا لفترة أطول، لكن العقد الأخير من العمر غالبًا ما يكون مليئًا بالأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر والتي تقلل من جودة الحياة. وتأتي هذه السنوات الأخيرة مع كلفة كبيرة على المجتمع.
يؤكد الباحثون أن الحلول الجديدة لزيادة الامتداد الصحّي تكمن في تقاطع أبحاث الطب التجديدي، مع أبحاث مكافحة الشيخوخة، والرعاية السريرية، والدعم المجتمعي. يقدم النهج التجديدي الأمل في إطالة العمر مع التمتع بصحة جيدة، بحيث يمكن بحيث يعيش الشخص السنوات الأخيرة على أكمل وجه.
"إن مختلف المجموعات السكانية المسنة المعرضة للإصابة بأمراض مزمنة على أعتاب مستقبل واعد. بالفعل، تقدم خيارات التجديد المتزايدة فرصًا لتعزيز الشفاء الفطري، ومعالجة التدهور المرتبط بالشيخوخة. كما تسعى النظرة المستقبلية لعافيةٍ ممتدةٍ جاهدةً لتحقيق الصحة للجميع"، كما يقول أندريه تيرزيتش، دكتور الطب، الحاصل على الدكتوراه، طبيب القلب في مايو كلينك والمؤلف الرئيسي. الدكتور تيرزيتش هو مدير عائلة ماريوت، للطب التجديدي الشامل للقلب لمركز الطب التجديدي، وأستاذ عائلة ماريوت لأبحاث القلب والأوعية الدموية.
الطب التجديدي هو مجال جديد للبحث والممارسة يعمل على تحويل التركيز من مكافحة الأمراض إلى إعادة بناء الصحة. مركز مايو كلينك للطب التجديدي في طليعة هذه الحركة، حيث يدعم البحث في طرق جديدة لتأخير المرض أو الوقاية منه أو حتى علاجه.
البحث يطور الخيارات التجديدية
زادت الأبحاث من فهم التقنيات التي تستهدف ما يسمى بخلايا "الزومبي" وتزيلها والتي تتراكم مع تقدم العمر. تفرز خلايا الزومبي، المعروفة أيضًا باسم الخلايا الشائخة، البروتينات والمواد الكيميائية الضارة التي تسهم في الإصابة بالمرض وفشل الصحة. عندما تصبح الخلايا شائخة، فإنها لا تنقسم أو تتمايز، وتفقد قدرتها على ترميم الأنسجة المريضة.
يقول أرمين جرماني، المؤلف الأول، وطالب للحصول على درجة دكتور الطب/الدكتوراه في مساق العلوم التجديدية في كلية أليكس للطب التابعة لمايو كلينك: "إن مستجدات التكنولوجيا المكافحة للشيخوخة والتجديدية تعطي الأمل في إطالة العمر الافتراضي والعيش في سنوات الهرم بلا أمراض".
كما تظهر التدخلات التجديدية الجديدة في الأفق واعدةً في معالجة الأمراض المزمنة مثل: السرطان، وأمراض القلب، والسكري. على سبيل المثال، فإن مستجدات مثل: العلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضد الخيمرية، في مجال العلاجات المناعية التجديدية تطلق العنان لقدرة الجسم على التعرف على بعض أنواع السرطانات وتدميرها.
يقول ساتسوكي يامادا، دكتور الطب، الحاصل على الدكتوراه، طبيب القلب في مايو كلينك ومؤلف مشارك في الدراسة: "إن الاستعداد السريري للعلاجات التجديدية ماضٍ في النضوج في مجال الأمراض المرتبطة بالعمر. كما تُقدِّم المعرفة مستمرة التطور في مجال العلوم التجديدية أدوات لوقف تقدّم المرض المقاوم للعلاج أو عكسه، وبذلك تحوِّل أهداف إدارة المرض من الرعاية فقط إلى العلاج أيضًا".
تستعد الرعاية السريرية لتقديم رعاية تجديدية
ويوفر ازدياد السجلات الصحية الإلكترونية وتَقدُّم الذكاء الاصطناعي طرقًا جديدة لتمحيص مجموعات البيانات الضخمة وتحديد العلاجات التجديدية المطابقة لاحتياجات الفرد. وقد يؤخر ذلك ظهور الأمراض المزمنة التي تظهر لاحقًا في الحياة. وقد يكون استهداف الإجراءات التجديدية بالنسبة للعديد من الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر وسيلة قوية لسد الفجوة بين الامتداد الصحّي والعمر الافتراضي.
يقول الدكتور تيرزيتش: "إن نموذج الرعاية التجديدي جاهز لتقديم منظور لطول العمر بلا أمراض، بحيث يقوم بتحويل الممارسة الحالية في رعاية المرضى إلى الأفضل. وسيتم تسريع التنفيذ الفعال للجيل القادم من الابتكارات الطبية من خلال تعزيز صنع القرار".
يساعد الدعم المجتمعي على إطالة الحياة الصحية
قد تساهم مبادرات الصحة العامة في إطالة العمر الصحي. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي حظر التدخين في الأماكن العامة، وفرض ملصقات نشرة القيم الغذائية، والترويج للتطعيمات إلى حياة أكثر صحة، وتأخير أو منع الحالات التنكسية التي تظهر لاحقًا في الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن معالجة العوامل الاجتماعية المحدِدَة للصحة - الظروف في البيئة التي يعيش فيها الناس - قد تكون عاملًا في الوقاية من المرض أو تأخيره.
يقول جرماني: "إن مصاعب الطفولة، والعُزلة الاجتماعية، والوضع الاجتماعي الاقتصادي ضعيف التأقلُم، والوصول الصعب للرعاية الصحية، كلها عوامل مرتبطة بعدم المساواة الصحية وتقليل العمر الافتراضي. ومعالجة هذه القضايا هي جوهر الوقاية من الأمراض".
حسب التركيبة السكانية حول العالم، فإن متوسط العمر المتوقع هو 73 عامًا، لكن متوسط ظهور الأمراض المزمنة في العمر هو 64 عامًا. يمكن سد هذه الفجوة بين الامتداد الصحّي والعمر الافتراضي من خلال مبادرات مناسبة للسياسة العامة، وتطبيق الاكتشافات التجديدية واكتشافات مكافحة الشيخوخة الجديدة على الرعاية السريرية. ومن المحتمل أن يصحب الاكشافاتِ الهامةَ في مجال إطالة متوسط العمر المتوقع إضافةُ سنوات أخرى من الصحة الجيدة.
###
مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير التعاطف والخبرة لكل مَن يحتاج إلى الاستشفاء والرد على استفساراته. لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك، تفضَّل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية.
جهة الاتصال الإعلامية:
سوزان باكلز ، مسؤولة العلاقات العامة لدى مايو كلينك، newsbureau@mayo.edu
روتشستر، ولاية مينيسوتا — طور باحثو مايو كلينك استراتيجية اختبار مبتكَرة للكشف عن ورم المتوسطة، قد تسهم في زيادة معدل الكشف عن الحمض النووي السرطاني[...]
جاكسونفيل، فلوريدا — يقول باحثان من مايو كلينك إن الخلايا الجذعية التي تنمو في ظروف انعدام الجاذبية على متن محطة الفضاء الدولية (ISS) تتميز بخصائص[...]
جاكسونفيل، فلوريدا — خرف أجسام ليوي هو مرض تنكسي عصبي متفاقم يشترك في بعض سماته مع داء باركينسون و داء الزهايمر، ولكنه قد يكون أكثر[...]