التفكير خارج الإطار التقليدي: الكشف عن أسلوب جديد لمراقبة الموجات الدماغية

روتشستر، ولاية مينيسوتا— اكتشف باحثون مايو كلينك طريقة جديدة لرصد نشاط الخلايا الدماغية ومراقبتها بصورة أدق خلال التنبيه العميق للدماغ، وهو علاج شائع لاضطرابات الحركة مثل داء باركينسون والرُعاش. وقد تساعد هذه الدقة الأطباء على تعديل وضعية الأقطاب الكهربائية والتنبيه في الوقت الفعلي، مما يوفر رعاية أفضل وأكثر تخصيصًا للمرضى المتلقين لهذا الإجراء الجراحي. نُشرت الدراسة في مجلة الفيزيولوجيا العصبية (Journal of Neurophysiology).
ينطوي التنبيه العميق للدماغ على غرس أقطاب كهربائية في الدماغ تطلق نبضات كهربائية لتخفيف الأعراض. وتبقى الأقطاب الكهربائية داخل الدماغ وتكون موصلة ببطارية مغروسة داخل عظم التُرْقُوَة ويجري التحكم فيها بواسطة جهاز تحكم عن بُعد. وبينما يراقب طبيب الأعصاب وجراح الأعصاب موجات الدماغ طوال الجراحة، فإن المراقبة عادةً ما تقتصر على نطاق ترددي ضيق يوفر لمحة تقريبية لنشاط الدماغ.
إلا أن باحثو مايو كلينك استخدموا معدات بحثية أكثر حساسية وخوارزميات مخصصة لتسجيل نطاق ترددي أوسع لنشاط خلايا الدماغ والتي أثمرت عن معلومات أكثر دقة عن التوقيت الذي كانت تنشط فيه خلايا الدماغ ومكانها لدى المرضى أثناء التنبيه العميق للدماغ.
"لقد فحصنا نشاط الدماغ بطريقة مختلفة وسجلنا نوعًا من إشارات الدماغ تسمى "النطاق العريض" والتي تعكس النشاط المشترك عبر جميع الترددات والمرتبط بنشاط جميع الخلايا الدماغية في هذه المنطقة. ولقد وجدنا أن إشارة نشاط النطاق العريض زادت مع الحركة وكانت أكثر دقة في الموقع من إشارة التردد القياسية الضيقة"، كما يقول المؤلف الرئيسي برايان كلاسن، دكتور في الطب، وطبيب أعصاب.
اكتشف الدكتور كلاسين وزملاؤه إشارة النطاق العريض في المهاد الحركي، وهي منطقة موجودة في عمق الدماغ تتحكم في الحركة. هذا وكانت الدراسات السابقة قد اكتشفتها على سطح الدماغ فقط.
وسجل الباحثون إشارات النطاق العريض المرتبط بحركة اليد في 15 مريضًا يخضعون لتنبيه الدماغ العميق أثناء اليقظة. وقد أُعطي كل مريض تعليمات لفتح أيديهم وغلقها أثناء تسجيل الباحثين لنشاط خلايا الدماغ في المهاد.
يقول المؤلف المشارك في الدراسة ماثيو بيكر، الحاصل على دكتوراه، وزميل ما بعد الدكتوراه لجراحة الأعصاب في مايو كلينك: "تعزز هذه الدراسة فهمنا لكيفية معالجة المهاد، وهو منطقة في الدماغ تكون مستهدفة بشكل دائم لتنبيه الدماغ العميق، للحركة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تحديد مناطق الدماغ بشكل أكثر دقة".
قد يؤدي استخدام النطاق العريض في المراقبة أثناء جراحة التنبيه العميق للدماغ إلى تحسين علاج المرضى ونتائجهم.
يقول جراح الأعصاب كاي ميلر، دكتور في الطب وحاصل على درجة الدكتوراه، المؤلف الرئيسي للدراسة: "أكدت هذه النتائج التطورات الهائلة التي يمكن إنجازها من خلال التعاون الوثيق بين أقسام علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والتي ستساعدنا على تطوير الجيل القادم من علاجات التنبيه الدماغي".
يقول الدكتور بيكر، وهو خريج حديث من كلية مايو كلينك للدراسات العليا للعلوم الطبية الحيوية إن الخطوات التالية لهذا البحث تتضمن مزيدًا من الاستكشاف لكيفية استخدام أنماط نشاط الدماغ في المهاد لتحسين العلاج بالتنبيه العصبي"،
ويتابع قائلًا: "سنحقق في كيفية استجابة هذه الإشارة لأنواع مختلفة من الحركات وما إذا كان يمكننا استخدامها للتحكم في أجهزة جديدة تعمل على التنبيه فقط عندما يحتاج المرضى إليها، بدلاً من التنبيه المستمر، الذي يكون أكثر ميلًا للتسبب في أعراض جانبية".
للحصول على القائمة الكاملة للمؤلفين والإفصاحات والتمويل، يمكنك الاطلاع على الدراسة.
###
نبذة عن مايو كلينك
مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية ملتزمة بإجراء أبحاث ابتكارية في الممارسات السريرية والتعليم والأبحاث، وكذلك منح التعاطف على أيدي مجموعة من الخبراء لكل شخص يحتاج إلى الشفاء والرد على استفساراته. تفضل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك.
جهة الاتصال الإعلامية:
- أليسون ساتاكي، مكتب الاتصالات في مايو كلينك،newsbureau@mayo.edu