“متُّ مرتين في ذلك اليوم”: نجم موسيقى الريف والراب “كولت فورد” يروي نجاته من نوبة قلبية حادة كادت تودي بحياته

فينيكس — يُعدّ مرض القلب السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، وتُعدّ النوبة القلبية من أكثر أمراض القلب والوعائية شيوعًا. في الولايات المتحدة وحدها، تُشير التقديرات إلى أن شخصًا ما يُصاب بنوبة قلبية كل 40 ثانية. وكان أحد هؤلاء الأشخاص نجم موسيقى الريف والراب، "كولت فورد".
يسترجع كولت ذكريات النوبة القلبية الحادة التي كادت تودي بحياته بعد إحدى حفلاته الموسيقية العام الماضي، قائلاً: "لم أكن أقرب إلى الموت أكثر مما كنت عليه في ذلك اليوم. لقد متُّ مرتين." ويضيف: "عندما ينظر إليك أحد أفضل أطباء القلب في العالم ويخبرك قائلاً: (لقد كنت ضمن نسبة 0.01% ممن يمكن أن ينجوا من هذه الحالة)، فهذا يعني أن الوضع بلغ أقصى درجات الخطورة."
في ليلةٍ لا تُنسى من شهر أبريل الماضي، كان الموسيقي البالغ من العمر 55 عامًا، كولت فورد، يُشعل المسرح بحفلٍ موسيقي مكتمل العدد في مدينة غيلبرت بولاية أريزونا، وسط تفاعل جماهيري لا مثيل له. وبعد عرضٍ وصفه بأنه "واحد من أفضل العروض التي قدمتها الفرقة على الإطلاق"، توجه إلى الكواليس ممتلئًا بالحماس والنشوة، غير مدركٍ أن لحظاتٍ قليلة فقط تفصله عن مواجهة الموت. فجأة، وجدوه جالسًا على كرسي، فاقدًا للوعي إثر نوبة قلبية حادة. لم تكن هناك أي مقدمات، لم يكن هناك تحذير. قبل لحظات فقط، كان يشعر بالقوة والنشاط، ويقول: "عندما كنت أغني تلك الليلة، شعرت أنني قادر على فعل أي شيء." لكن جسده كان يخفي قصةً أخرى. استجابت فرق الطوارئ بسرعة، مسرعةً به إلى المستشفى. وبعد صراعٍ طويل، استيقظ كولت أخيرًا بعد ثمانية أيام، ليواجه واقعًا جديدًا صادمًا. يقول: "لم أستطع حتى رفع كوب يحتوي على الثلج لأشرب منه بنفسي."
تعرض كولت لـ توقف القلب مرتين، وتم إنعاشه في كلتا الحالتين باستخدام الصدمات الكهربائية عبر جهاز مُزيل الرَّجَفان لإعادة تشغيل قلبه. يقول د. كوان لي، استشاري أمراض القلب التداخلية في مايو كلينك: "في معظم أنحاء العالم، حيث لا تتوفر رعاية متقدمة لعلاج الصدمة القلبية، لم يكن من الممكن أن ينجو كولت. فمعظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة لا ينجون على مستوى العالم." كما خضع كولت لعملية جراحية استغرقت 10 ساعات، وتم وضعه في غيبوبة طبية مستحثّة لفترة من الزمن.
غالبًا ما يحذّر الأطباء من العلامات والأعراض الشائعة للنوبة القلبية، مثل ألم أو ضغط في الصدر، وضيق النفس، ووالإرهاق. ومع ذلك، تشير إحصائيات جمعية القلب الأمريكية إلى أن حوالي 21% من النوبات القلبية في الولايات المتحدة تحدث بأعراض خفيفة أو حتى بدون أعراض على الإطلاق. تُعرف هذه الحالات طبيًا باسم النوبة القلبية "الصامتة" وتعرف باسم الإقفار الصامت أو "الإقفار الصامت لعضلة القلب".
يقول د. لي: "هذه هي الطبيعة المؤسفة للنوبات القلبية. فمن الممكن أن تكون نتائج الفحوصات طبيعية دون أن تكشف عن أي انسدادات، ولكن طبيعة هذه الانسدادات أنها قد تتطور بشكل غير متوقع وتحدث فجأة ودون سابق إنذار." ويضيف: "على الرغم من جميع جهودنا، لا تزال النوبات القلبية تحدث بشكل مفاجئ لدى بعض المرضى على مستوى المجتمع ككل."
بعد مرور ثمانية أشهر على إصابته بالنوبة القلبية، أظهرت الفحوصات أن كولت يتعافى بشكل جيد وهو في طريقه إلى الشفاء. فقد ساعده اتباع نمط حياة صحي يشمل التمارين الرياضية ونظامًا غذائيًا مفيدًا لصحة القلب على فقدان 60 رطلاً (حوالي 27 كغ). ورغم تحسن قوته البدنية، يعترف كولت بأن هذه الأزمة الصحية تركت لديه مشاعر قلق ونوبات هلع. يقول كولت: "الاعتراف بأنني أعاني من القلق ونوبات الهلع أمر صعب بالنسبة لي، لأنني لم أكن أخاف من أي شيء من قبل." ويضيف: "لكن عليّ أن أواجه ذلك، وأن أعبّر عن مشاعري وأتحدث عنها. لذا، إذا كنت تشعر بشيء ما، لا تتجاهله. دافع عن صحتك، ولا تحاول التظاهر بالقوة. أخبر شخصًا بما تمرّ به."
بعد رحلة صراع مع الموت، عاد كولت إلى ما يحبّه بشغف: كتابة موسيقاه الفريدة التي تلامس قلوب الملايين. بأسلوبه المميز، يواصل مزج الروك الجنوبي، وموسيقى الريف، والراب، والهيب هوب ليصنع نغمات تحكي قصص الحياة بكل ما فيها من تحديات وانتصارات. والآن، بعد أن حصل على فرصة جديدة، يستعد المغني المولود في جورجيا للعودة إلى المسرح بجولة موسيقية جديدة الشهر المقبل، ولكن هذه المرة، يحمل معه رؤية مختلفة للحياة — رؤية من يعرف معنى أن تُمنح فرصة ثانية —. يقول كولت، متأملاً في هذه الرحلة: "اشعر بالامتنان لأنك لا تزال هنا، لأنك على قيد الحياة، ولأن لديك فرصة أخرى." ويضيف: "لقد مُنِحتُ فرصة ثانية، وأريد أن أجعلها ذات معنى. أتمنى أن أترك أثرًا إيجابيًا في حياة شخص آخر."
للصحفيين: يتوفر محتوى إعلامي يشمل مقاطع فيديو وصور عبر هذا الرابط.
###
نبذة عن مايو كلينك:
مايو كلينكمنظمة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير الرعاية والخبرة لكل من يحتاج إلى التعافي والرد على استفساراته. للمزيد من المعلومات، تفضل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية.
جهة التواصل الإعلامي:
- مارتـي فيلاسكو هامس، قسم الاتصالات في مايو كلينك، newsbureau@mayo.edu