سؤال وجواب من مايو كلينك: اكتشف كيف يعزز التنفس البطني صحة جسمك وصفاء عقلك

إلى مايو كلينك: هل يمكن أن يكون التنفس البطني مفيدًا حقًا؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل يمكنكم توضيح السبب وشرح طريقة القيام به؟ 

الإجابة: منذ لحظة ولادتك، وأنت تتنفس بطريقة صحيحة وبشكل طبيعي. هذا يعني أن الحجاب الحاجز — تلك العضلة الكبيرة والرقيقة الموجودة أسفل القفص الصدري — هو الذي يقوم بدوره الأساسي في إدخال الهواء إلى الرئتين وإخراجه. يُعرف التنفس البطني أيضًا باسم التنفس الحجابي، ويُعد الطريقة الأكثر كفاءة وفعالية لتزويد الجسم بالأكسجين.  

ولكن مع مرور الوقت، يفقد معظم الناس القدرة على استخدام هذه الطريقة بشكل طبيعي. بدلًا من التنفس باستخدام البطن، يميل الناس إلى الاعتماد على التنفس الصدري. في التنفس الصدري، تبذل العضلات الواقعة بين الأضلاع والرقبة جهدًا إضافيًا لرفع وخفض القفص الصدري، مما يساعد على إدخال الهواء إلى الرئتين وإخراجه. يتطلب التنفس الصدري مجهودًا أكبر، لكنه ينقل كمية أقل من الهواء إلى الرئتين. 

عندما يتعلق الأمر بالطريقة الصحيحة للتنفس، لا يهم ما إذا كنت تتنفس عبر الأنف أو الفم. ما يهم حقًا هو مصدر التنفس — أن يكون من البطن وليس من الصدر. 

يجب أن يعتمد التنفس المريح بشكل أساسي على الحجاب الحاجز، مع حركة طفيفة فقط للصدر والكتفين. التنفس الصدري ينشط ما يُعرف بـ "عضلات التنفس المساعدة"، مما يسبب توترًا في الرقبة والصدر والأحبال الصوتية، وقد يؤدي إلى تحفيز استجابة التوتر أو الهروب.  

يُعتبر نمط التنفس الصدري مفيدًا على المدى القصير، مثل أثناء الجري للهروب من خطر محدق. لكن التنفس الصدري لفترات طويلة قد يتسبب في السعال، وبحة الصوت، والصداع الناتج عن التوتر، وضيق الصدر، وصعوبة التنفس، والقلق.  

على النقيض، يساعد التنفس البطني على تعزيز الشعور بالهدوء والاسترخاء. ولهذا السبب، يُعد التنفس البطني جزءًا أساسيًا من ممارسات التركيز الذهني واليوغا.  

حوالي 80% من الأشخاص الذين يعانون من السعال المزمن لديهم عوامل متعددة تساهم في ظهور الأعراض. تشمل هذه العوامل التنقيط الأنفي الخلفي، وداء الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، والربو، والعدوى التنفسية، وجفاف الحلق، بالإضافة إلى التنفس الصدري غير الفعال، والذي يُعد عاملًا محفزًا للسعال يتم تجاهله في كثير من الأحيان. يميل الأشخاص المصابون بالسعال المزمن إلى تبني عادات تنفسية غير فعالة.   

يمكن لكل من هذه الحالات أن يؤدي إلى تفاقم الأخرى، وقد يستمر السعال ما لم تُعالج جميع العوامل المساهمة في الوقت نفسه. 

تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بداء الارتجاع المعدي المريئي (GERD) الذين يمارسون التنفس البطني بعد تناول الطعام يقللون بشكل ملحوظ من تكرار حدوث ارتجاع الأحماض. 

يمكن أيضًا للأشخاص المصابين بانقطاع النفس النومي أو داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD) أن يجدوا بعض الراحة من خلال ممارسة التنفس البطني، حيث يساعدهم ذلك على تقليل شعورهم بضيق التنفس والقلق. 

يساهم التنفس البطني أيضًا في إبطاء معدل نبضات القلب وخفض ضغط الدم أو تثبيته. 

تعمل مراكز إعادة تأهيل الألم التابعة لمايو كلينك في ولايات مينيسوتا وفلوريدا وأريزونا على مساعدة الأشخاص المصابين بالألم المزمن في اكتشاف وسائل فعّالة لتخفيف الألم أو التحكم فيه. إحدى الوسائل المستخدمة هي تقنية الارتجاع البيولوجي، التي تهدف إلى تدريب المرضى على الاسترخاء والتنفس من خلال البطن بدلًا من الصدر. 

يقوم مختبر التنفس الواعي في مايو كلينك، الواقع في روتشستر بولاية مينيسوتا، بتطوير واختبار تدخلات تهدف إلى تعزيز نموذج الرعاية التشاركية، وتحفيز الوعي الذاتي، وفهم السلوك البشري. بالإضافة إلى ذلك، يدرس المختبر تأثير هذه التدخلات على المؤشرات البيولوجية ونتائج الصحة العامة. 

لا يمكن للأدوية تصحيح التنفس الصدري. الحل الوحيد يكمن في الممارسة والصبر. مع مرور الوقت وبالاهتمام الكافي، يمكن لمعظم الأشخاص تحسين أنماط تنفسهم بشكل ملحوظ. وبالإضافة إلى ذلك، قد تقل معاناتك من الصداع وتخف حدة القلق. 

لتحديد نمط تنفسك، يمكنك تجربة هذا الاختبار البسيط: 

  • قم بالوقوف بشكل مستقيم أو الاستلقاء على سرير أو على الأرض. 
  • ضع إحدى يديك على صدرك والأخرى على بطنك.  
  • راقب حركة يديك أثناء الشهيق والزفير. إذا كنت تتنفس من صدرك، ستتحرك اليد الموضوعة على صدرك صعودًا وهبوطًا. أما إذا كنت تتنفس من بطنك، فستتحرك اليد الموضوعة على بطنك صعودًا وهبوطًا. 

من العلامات الأخرى للتنفس الصدري التنهد المتكرر والتثاؤب، وهما إشارتان على أنك لا تحصل على كمية كافية من الهواء في رئتيك. 

إعادة تعلم التنفس البطني يتطلب الممارسة المستمرة. إذا سبق لك حضور دروس يوغا أو ممارسة تمارين التركيز الذهني، ستلاحظ أن هذه الأنشطة عادةً ما تبدأ بتدريبات التنفس البطني. 

ابدأ تدريبك بتكرار هذا الاختبار على مدار اليوم أثناء الاستلقاء أو الوقوف أو الجلوس مع إبقاء ظهرك مستقيمًا. ومع مرور الوقت واعتيادك على التنفس البطني، يمكنك تطبيق هذه الطريقة أثناء أنشطتك اليومية، مثل المشي. بعد ذلك، تقدم تدريجيًا في ممارسة التنفس البطني أثناء القيام بأنشطة أكثر حيوية، مثل التمارين الرياضية، أو الجري، أو قص العشب، أو الرقص. 

لا تقلق إذا شعرت أنك تعود أحيانًا إلى التنفس الصدري. فكر في الأمر بهذه الطريقة: التنفس الصدري يمكنه أن يوصلك إلى هدفك، تمامًا مثل الزحف. ولكنه ليس بالكفاءة المطلوبة. عندما كنت طفلًا صغيرًا، قضيت ساعات لا تُحصى مليئة بالسقوط والمحاولات لتتعلم المشي، حتى تتمكن من التنقل بكفاءة من النقطة "أ" إلى النقطة "ب". وبالمثل، سيصبح التنفس البطني عادة طبيعية بالنسبة لك. تحلَّ بالصبر مع نفسك. 

التنفس الحجابي، أو ما يُعرف بالتنفس البطني، ليس فقط فعّالًا وقويًا، بل إنه مجاني تمامًا وخالٍ من أي آثار جانبية. اجعل التنفس البطني جزءًا من عاداتك، وستلاحظ كيف سيشكرك جسمك وعقلك على ذلك. الدكتور ريتشارد كروكيت، قسم خدمات المناعة والحساسية، نظام مايو كلينك الصحي، في مدينتي مانكاتو  ونيو براغ، بولاية مينيسوتا. 

### 

نبذة عن مايو كلينك 
مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية ملتزمة بإجراء أبحاث ابتكارية في الممارسات السريرية والتعليم والأبحاث، وكذلك منح التعاطف على أيدي مجموعة من الخبراء لكل شخص يحتاج إلى الشفاء والرد على استفساراته. تفضل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك. 

جهة الاتصال الإعلامية: 

  • شارون ثيمر، مايو كلينك للتواصل، البريد الإلكتروني:newsbureau@mayo.edu

[mayoNnVideoDownload]