الدقة في تشخيص البنكرياس: اختبار جديد يُحدث نقلة في تشخيص التهاب البنكرياس الوراثي وعلاجه

قد يؤدي التهاب البنكرياس إلى الإصابة بداء السكري والفشل الكلوي وسرطان البنكرياس وغيرها من المضاعفات الخطيرة.
روتشستر، ولاية مينيسوتا — ابتكرت مايو كلينك اختبارًا جينيًا جديدًا سيعيد صياغة الطريقة التي يُشخِّص بها اختصاصيو الرعاية السريرية التهاب البنكرياس الوراثي ويديرون حالاته. التهاب البنكرياس حالةٌ معقدة يمكن أن تؤدي إلى ألم مزمن، وتكرار دخول المستشفى، ومضاعفات خطيرة تشمل داء السكري والفشل الكلوي وسرطان البنكرياس.
جاءت حزمة اختبار الجينات الجديدة الخاصة بالتهاب البنكرياس الوراثي، والمتاحة من خلال مختبرات مايو كلينك (معرّف مايو: PANGP)، نتيجة تعاون بين علماء مختبرات مايو كلينك واختصاصيي الرعاية السريرية والاستشاريين الوراثيين، لتُشكّل مثالًا بارزًا على الابتكار بهدف تلبية احتياجات المرضى.
قد يصعُب تشخيص التهاب البنكرياس والتحكم به، ويمكن أن تتراوح درجة شدته بين الحاد أو المتكرر أو المزمن. وفي كثير من الحالات، يظل السبب الرئيسي له غير واضح. وقد تشمل أعراضه ألم البطن والحمى واضطراب المعدة وسرعة النبض ونقصان الوزن دون سعي لذلك. قد يؤدي التهاب البنكرياس أيضًا إلى مضاعفات خطيرة منها مشكلات التنفس والعدوى وداء السكري والفشل الكلوي وسرطان البنكرياس.
على الصعيد الدولي، شُخِّصت نحو 2.75 مليون حالة جديدة بالتهاب البنكرياس في عام 2021، ومع إضافة الحالات الموجودة مسبقًا، بلغ عدد المصابين به 5.9 مليون شخص، وذلك وفقًا لأحدث بيان إحصائي صادر عن معهد القياسات الصحية والتقييم.
يقول معتز أشقر، بكالوريوس الطب والجراحة، وطبيب الجهاز الهضمي في عيادة البنكرياس في مايو كلينك: "التهاب البنكرياس مرضٌ معقد له العديد من الأسباب المحتملة مثل تناول الكحول والتدخين وأمراض المناعة الذاتية والسموم، فضلاً عن العوامل الوراثية. وعندما لا نتمكن من تحديد سبب واضح له، يصبح الفحص الجيني لا غنى عنه".
تُوسِّع حزمة الاختبار الجديدة نطاق فحص مايو كلينك السابق من أربعة جينات إلى تسعة جينات، وتدمج أحدث ما توصلت إليه الأبحاث والممارسات السريرية. وبخلاف العديد من حزم الاختبارات التجارية التي تتضمن العشرات أو حتى المئات من الجينات، فإن اختبار مايو يركّز عمدًا على عدد محدد منها.
تقول د. ليندا هاسادسري، حاصلة على درجة الدكتوراة واختصاصية علم الوراثة الجزيئية السريرية في مايو كلينك: "هناك فكرة سائدة في مجال الاختبارات الجينية مفادها أن الأكبر هو الأفضل. ولكن إذا أُدرجت جينات ارتباطها ضعيف بالحالة أو غير مُثبت، فإنك تخاطر بإعطاء المرضى نتائج غير واضحة أو غير ذات قيمة".
تتمثل نتيجة هذا التركيز في حزمة تتضمن جينات مثبتة الارتباط بالمرض مثل PRSS1 و SPINK1 و CFTR و CTRC، وإضافات أحدث مثل CPA1 و CASR و CLDN2، التي أصبح دورها يرتبط بشكل متزايد بالتهاب البنكرياس واحتمال الإصابة بسرطان البنكرياس.
يستند الاختبار إلى تسلسل الإكسوم الكامل الذي يفحص جميع الجينات المسببة للأمراض في مخطط الحمض النووي للفرد، ما يتيح إجراء تحليل شامل للمناطق التي تصنع الشفرات في الجينوم. لكن هذا النهج يأتي بتحدياته، خاصة عند التعامل مع جينات معقدة مثل جين PRSS1.
تقول د. هاسادسري: "جين PRSS1 هو المسبب الأكثر شيوعًا لالتهاب البنكرياس الوراثي حول العالم، خاصة لدى الأطفال. ولكنه معروف بصعوبة فحصه بدقة. فلقد شاهدنا العديد من النتائج الإيجابية والسلبية الكاذبة من المختبرات الأخرى على مر السنين".
وللتعامل مع هذه المشكلة، ابتكرت مايو كلينك اختبارًا مخصصًا يتضمن العديد من الأساليب التكميلية للمساعدة في تأكيد النتائج وتجنب التشخيص الخطأ. أدمج المختبر كذلك إمكانيات الاختبار الانعكاسي؛ أي أنه إذا طلب مقدم الرعاية إجراء حزمة الاختبار وكانت النتيجة غير حاسمة، يمكن للمختبر إجراء اختبارات إضافية تلقائيًا دون الحاجة إلى الحصول على عينة جديدة أو تحصيل رسوم إضافية من المريض.
أدى هذا الاختبار إلى أثر سريري مهم. فالنتيجة الإيجابية يمكن أن تساعد في تفسير أعراض المريض وتوجيه القرارات العلاجية بل حتى توفير أساس علمي لاستراتيجيات متابعة السرطان.
يقول د. أشقر: "إذا كان لدى شخص طفرة مرضية في جين PRSS1، فإن احتمال إصابته بالسرطان يكون مرتفعًا. وبهذا يمكننا البدء في متابعته مبكرًا وبوتيرة أكبر".
يفسح الاختبار الجديد المجال لإجراء الاختبارات العائلية.
تقول د. هاسادسري: "إذا كانت نتيجة اختبارات مريض إيجابية، يمكننا فحص أقربائه، حتى الذين لا تظهر عليهم أعراض؛ ما يمكِّن من التدخل المبكر وإجراء تغييرات في نمط الحياة يمكنها منع تفاقم المرض".
وتضيف قائلة: "حتى لو جاءت النتيجة سلبية فإن ذلك سيكون مفيدًا لأنها ستساعدنا في استبعاد المسببات الوراثية الأخرى وتقليل الحاجة للاختبارات غير الضرورية أو تخفيف الشعور بالقلق".
وفي حين تركز حزمة الاختبار الحالية على المتغيرات الجينية الفردية، ينظر الفريق بالفعل في إمكانية ابتكار اختبار متعدد الجينات لتقييم درجة خطورة الإصابة بالتهاب البنكرياس، وهو اختبار يقيّم العديد من عوامل الخطورة لحساب احتمال إصابة الشخص بالمرض.
للصحفيين: الدكتور أشقر متاح لإجراء المقابلات باللغة العربية.
###
نبذة عن مختبرات مايو كلينك:
توفر مختبرات مايو كلينك خدمات متقدمة في مجال الاختبارات وعلم الأمراض للعملاء في مجال الرعاية الصحية، وذلك بالتعاون مع قسم الطب المختبري وعلم الأمراض في مايو كلينك. تقدم مختبرات مايو كلينك أكثر من 4200 اختبار وخدمة في مجال علم الأمراض، وتجري أكثر من 31 مليون اختبار سنويًا. اعرف المزيد من هنا.
نبذة عن مايو كلينك
مايو كلينك منظمة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير الرعاية الخبيرة المتسمة بالتعاطف والإجابات التي يبحث عنها كل من يحتاج إلى التعافي. لمعرفة المزيد من أخبار مايو كلينك، تفضَّل بزيارة شبكة مايو كلينك الإخبارية.
جهة الاتصال الإعلامية:
- سوزان فيرجسون، مختبرات مايو كلينك، newsbureau@mayo.edu
[mayoNnVideoDownload]